لاتزال الأسباب التي دفعت الجزائريين المشاركين في الحراك إلى تعليق المسيرات في مارس 2020 قائمة حتى اليوم . علينا أن نستمر في اختيار طريق العقل حتى لو تراكمت أسباب الغضب خلال فترة الحجر هذه: اعتقالات وحبس وتدهور ظروف المعيشة لجزء كبير من الجزائريين الذين يعيشون بدون شبكة أمان اجتماعي والذين غالباً ما واصلوا تأمين حاجياتهم فقط بفضل تضامن حي ونشط ، حتى لو كان يحرص على عدم لفت الأنظار..
هذا التضامن مصدر فخر وأمل ، هناك خير في مجتمعنا. إن روح التضامن هذه هو الذي يحثنا على عدم التسرع في استئناف مسيرات الثلاثاء والجمعة. فالمخاطر الصحية ما تزال عالية للغاية ، نحن نرى ذلك في كل مكان ، حتى في الصين التي تشهد عودة الوباء بعد أن كانت تبدو قد تغلبت على فيروس كورونا.
في بلادنا ، وبغض النظر عن المعلومات الرسمية المجزأة ، نتعلم كل يوم ، من تجربتنا ، من روايات أولئك الموجودين في الصف الأمامي في المستشفيات ، أن المشكل جدي وخطير. إن حقنا في التظاهر في الأماكن العامة ، المعترف به رسمياً في الدستور ، ليس محل نقاش. لكن ما ليس محل نقاش أيضا هو أنه من واجبنا، فرديًا وجماعيًا، العمل على تفادي انتشار المرض. علينا الحفاظ على صحتنا وعلى صحة ذوينا.
من واجبنا أيضًا ، بينما تُشن حملات إعلامية من عصر بائد ضد الحراك ، ألا نعطي الذريعة لاتهامات سيئة النية ، والتي سبق أن سمعناها بالفعل في مارس ، بتعريض الآخرين للخطر.
علّمنا الحراك التغلب على غضبنا. يجب أن نستمر في ترويض هذا الغضب حتى يبقى الحراك ، كما أراد لنفسه أن يكون ، مشروعًا سلميًا وإيجابيًا هدفه تقدم الجزائر وتحرير نفسها من العوائق التي تمنعها من أن تكون ما ينبغي أن تكون عليه: بلد قوي من نساء ورجال أحرار في كنف دولة محترمة تحترم الحريات الجماعية والفردية .
لقد أيقظ الحراك الجزائر من سبات سياسي طويل ، فلنحافظ عليه إذا بتجنب التسرع ، ليس من الحكمة التعجيل بالعودة إلى المظاهرات . باختياره نهج السلمية من الوهلة الأولى عهد الحراك على نفسه أن يكون مسؤولًا جدًا . ان استئناف المسيرات غير مناسب حاليًا. دعونا نبقى في هذا المستوى من الإيجابية والمسؤولية التي تجعل الحراك متفوقًا أخلاقياً على أولئك الذين يحاربونه ولا ينفكون يهاجمونه..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire